التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مُنظَّمة اليونسكو

 مُنظَّمة اليونسكو: 

هي مُنظَّمة الأُمَم المُتَّحِدة للتربية، والعلم، والثقافة، وتُعرَف اختصاراً ب(UNESCO)، تسعى برامجها إلى تحقيق أهداف التنمية المُستدامة، وتحقيق السلام المَبنيّ على الحوار المُتبادل، والتوافق الأخلاقيّ، والفكريّ، ونَبذ الكراهيّة، والتعصُّب، والحفاظ على حُرّية التعبير، والديمقراطيّة، علماً بأنّ فكرة التأسيس جاءت كردٍّ على العُنصريّة، والعنف الذي اتَّسمت به الحرب العالَميّة، مُؤكِّدة باستمرار على الدور الإنسانيّ للعلم، والثقافة، والتربية. حيث تأسَّست عام 1945م، ويتكوَّن أعضاؤها من 195 دولة، بالإضافة إلى ثمانية أعضاء مُنتسِبين إليها. ومن الجدير بالذكر أنّ الأمانة العامّة للمُنظَّمة تهتمّ بتنفيذ القرارات التي تُصدرُها الهيئتان اللتان تحكُمان المُنظَّمة، وهما: المُؤتمَر العامّ، والمَجلس التنفيذيّ، واللذان سيتمّ ذِكر نبذة عن كلّ منهما في هذا المقال.



تاريخ مُنظَّمة اليونسكو: 

ظهرت البدايات أثناء الحرب العالَميّة الثانية؛ حيث اجتمعت حكومات الدُّول الأوروبّية التي كانت تُقاوم ألمانيا النازيّة في إنجلترا، ضمن ما سُمِّي بمؤتمر وزراء الحلفاء للتربية (CAME)؛ بهدف بناء أنظمتها التعليميّة في حال ساد الأمن، والسلام، إلّا أنّ هذه البداية أخذت بالتوسُّع بشكل عالَميّ، ممّا أدّى إلى انضمام العديد من الحكومات، كالولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة إليه، وبعد ذلك، تمّ عَقْدُ مؤتمر للأمم المُتَّحِدة في لندن؛ بهدف تأسيس مُنظَّمة تُعنى بالتربية، والعلم، والثقافة، وذلك في الفترة المُمتدَّة ما بين 1-16 تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 1945م، وكان قرار المندوبين المُمثِّلين لأربعة وأربعين بلداً هو إنشاء ثقافة سلام حقيقيّة، بالإضافة إلى إنشاء توافق أخلاقيّ، وفكريّ للبشريّة.

وكنتيجة لما سبق، جاء التوقيع على دستور اليونسكو التي أسّسها سبعة وثلاثون دولة في نهاية المُؤتمر في تاريخ 16 تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 1945، حيث صادقت عليه عشرون دولة، هي: تركيا، وكندا، وأستراليا، وفرنسا، والمملكة المُتَّحِدة، والنرويج، والصين، ولبنان، ونيوزيلندا، والبرازيل، والدنمارك، واليونان، والسعوديّة، والولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة، وجمهوريّة الدومينيكان، والمكسيك، وتشيكوسلوفاكيا، ومصر، والهند، وجنوب أفريقيا، ممّا أدخله حيِّز التنفيذ في تاريخ 4 تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1946م، ومن الجدير بالذكر أنّ أوّل دورة للمؤتمر العامّ لليونسكو عُقِدت في الفترة المُمتدَّة ما بين 19 تشرين الثاني/ نوفمبر، و10 كانون الأوّل/ ديسمبر من عام 1946م في باريس، حيث شارك فيه مُمثِّلو ثلاثين حكومةٍ ممّن يحقّ لهم التصويت، إلّا أنّه لا بُدّ من التنويه إلى أنّ العديد من الدُّول قد انسحبت من المُنظَّمة؛ لأسباب سياسيّة، كما أنّ العديد من الدُّول انضمّت إليها عبر مراحل الزمن المختلفة.


مَقرّ مُنظَّمة اليونسكو: 

يقع المبنى الرئيسيّ الحاليّ -ويُسمَّى بالنجمة الثلاثيّة- الذي يضمُّ مَقرَّ مُنظَّمة الأمم المُتَّحِدة للتربية، والتعليم، والثقافة، في باريس، وتحديداً في ساحة فونتنوا، حيث تمّ تأسيسه في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 1958م، علماً بأنّه قد تمّ تصميمه من قِبَل ثلاثة مُهندسين معماريّين تختلف جنسيّاتهم على هيئة حرف (Y)، وهو يحتوي على ثلاثة مبانٍ أخرى، بالإضافة إلى مكتبة تجاريّة تابعة لليونسكو؛ حيث يتَّخذ أحدها شكل أكورديون، وهو يحتوي على قاعة بيضاويّة تُعقَد فيها جلسات المُؤتمَر العامّ العامّة، أمّا الآخر فهو يتَّخذ شكل المُكعَّب، وفي ما يتعلَّق بثالثها، فهو يتكوَّن من طابقَين تحت مستوى سطح الأرض، يحتويان على ستّة مكاتب تمّ تصميمها بحيث تكون مُطِلّة على 6 أقنية محفورة تحت مستوى سطح الأرض، كما أنّ الأماكن التي تخصُّ هذه المباني مُزيَّنة بالعديد من أعمال الفنّانين المشهورين؛ تعبيراً عن هدف المُنظَّمة الأهمّ، ألا وهو السلام. ومن الجدير بالذكر أنّ لدى المُنظَّمة ما يزيد عن ستّين مكتباً ميدانيّاً في أنحاء العالَم كُلِّه.


أهداف مُنظَّمة اليونسكو: 

تهتمّ اليونسكو بتحقيق العديد من الأهداف التي تُعتبَر الأساسات التي تتشكَّل منها استراتيجيّاتها، وأنشطتها، وهي تركِّز على الإسهام في تحقيق التنمية المُستدامة، وبناء السلام، وإنشاء الحوار بين الثقافات المختلفة، والقضاء على الفقر، بالإضافة إلى أنّها تسعى إلى تحقيق ما يأتي من أهداف:

- استخدام المعلومات، والاتِّصال؛ بهدف بناء مجتمعات معرفيّة استيعابيّة. 

- ضمان التعلُّم، والتعليم الجيّد، والحرص على تأمينه للأفراد جميعهم. 

- مواجهة كل ما يستجدّ من تحدّيات أخلاقيّة، واجتماعيّة. 

- الاهتمام بالتنمية المُستدامة، وتسخير السياسات العلميّة، والمعارف؛ في سبيل تحقيقها. 

- الاهتمام بالتنوُّع الثقافيّ، وتعزيزه.

- الاهتمام بالتنمية الاجتماعيّة، والاقتصاديّة، وتحسين المستوى المعيشيّ.

- الاهتمام بحقوق الإنسان، وقِيَم العدالة، والأمن.

- حماية المعالم التي يتمّ إدراجها ضمن قائمة التراث العالَميّ، سواء كانت هذه المعالِم من صُنع الإنسان، كالمُدن، أو معالِم طبيعيّة، كالغابات.

- ضمان الحُرّيات للشعوب المختلفة، وعدم التمييز بينهم من حيث الدين، أو العِرق، أوالجنس، أو اللغة، بالإضافة إلى ضرورة احترام سيادة القانون.

- الحرص على المعرفة، وزيادتها، ونشرها، بالإضافة إلى الحفاظ عليها، وتطويرها، وتعزيز الأفكار.


بعض مَهامّ مُنظَّمة اليونسكو: 

لليونسكو العديد من المَهامّ المختلفة، إلّا أنّ هناك خمسة مَهامّ رئيسيّة تهدف من خلالها إلى تعزيز التضامن بين الأمم المختلفة عبر الثقافة، والتربية، والاتِّصال، والعلم؛ لبناء الأمن، والسلام، وهذه المهامّ تتلخَّص في ما يأتي:

- تجهيز، وإعداد توصيات قانونيّة، وصكوك دوليّة، واعتمادها؛ بهدف تحديد المعايير في مجالات العلم، والتربية، والثقافة. 

- تبادل المعلومات، والبيانات المُتخصِّصة. 

- إعداد دراسات مستقبليّة؛ للكشف عن الأنواع، والأشكال التي يحتاجها العالَم في المستقبل في ما يتعلَّق بالعلم، والاتِّصال، والتربية، والثقافة. 

الاهتمام بحقوق الإنسان، ودَعْمها. 

- نقل المعرفة التي تعتمد على أشطة التعليم، والبحوث، والتدريب، وتشاركها، والحرص على تقدُّمها.

توفير الخدمة الفنّية، وتقديمها إلى الدُّول الأعضاء؛ بهدف تنظيم المشاريع، والسياسات.


الهيئتان الرئاسيّتان لليونسكو:

تتكوَّن الهيئتان الرئاسيّتان لليونسكو من المؤتمر العامّ، والمجلس التنفيذيّ، وفي ما يأتي نبذة عن كلٍّ منهما:

المؤتمر العامّ: يُعقَد هذا المؤتمر مرّة كلّ عامين، حيث تجتمع فيه الدُّول الأعضاء، والمُنتسبون، بالإضافة إلى مُراقبين للدُّول غير الأعضاء، والمُنظَّمات غير الحكوميّة، والمُنظَّمات الحكوميّة الدوليّة، علماً بأنّ كلَّ دولة تُمنَح صوتاً واحداً، دون الأخذ بعين الاعتبار مساهمتها في الميزانيّة، أو حجمها. ومن الجدير بالذكر أنّ مهامّ المؤتمر العامّ تتمثَّل بوضع السياسات، وبرامج العمل، والأُطُر الرئيسيّة له، بالإضافة إلى انتخاب أعضاء المجلس التنفيذيّ، والمدير العامّ لليونسكو كلّ 4 سنوات، وتحديد الميزانيّة، كما أنّه من المهمّ بمكان ذِكر أنّ اللغات التي يتمّ استخدامها في المؤتمر العامّ هي: العربيّة، والإنجليزيّة، والإسبانيّة، والصينيّة، والروسيّة، والفرنسيّة.

المجلس التنفيذيّ: ويبلغ عدد أعضائه 58 عضواً يتمّ انتخابهم من قِبَل المؤتمر العامّ، وذلك من خلال تحكيم مُعقَّد؛ لتحقيق التوازن بين المناطق المختلفة في العالَم، ويُمثِّل المجلس التنفيذيّ الإدارة العامّة لليونسكو، وهو يُعقَد مرّة كلّ عامين، حيث يهتمّ بتنفيذ قرارات المؤتمر العامّ، ويُعِدُّ أعماله، علماً بأنّ المؤتمر العامّ يُسنِد إلى المجلس التنفيذيّ مهمّات مُعيَّنة كلّ عامَين، مع التنويه إلى أنّ أعمال المجلس، ومسؤوليّاته تكون مُستمدَّة من الدستور، والقوانين التي حدَّدها المؤتمر العامّ بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى الاتِّفاقيات المُنعقِدة بين اليونسكو، ومنظَّمة الأمم المُتَّحِدة، والوكالات المُتخصِّصة، وغيرها من المنظَّمات الحكوميّة الدوليّة.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اخطر 10 كلاب في العالم

يمكن أن تسبب جميع الكلاب تقريبًا ضررًا وخطرًا لا يمكن تصوره ، ولكن بعض السلالات أكثر عرضة لإظهار ردود فعل خطيرة وتسبب الوفاة! يجب أن تكون هذه السلالات هي الأكثر انتباهاً للطاعة الاجتماعية والمدربة حتى يتمكنوا من العيش بسعادة في منازل ومواقف مختلفة! على الرغم من أن السمات العدوانية تكمن في طبيعة سلالات الكلاب هذه ونوعها ، إلا أن التنشئة المناسبة يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في تحويلها إلى رفقاء محبين ومخلصين! اخطر 10 كلاب في العالم: 10 - الكلب الدنماركي العظيم: يمكن أن يكون الدنماركيون الكبار عمالقة لطيفين إذا تم تدريبهم ورعايتهم بشكل صحيح لأنهم ينتمون بالفعل إلى مجموعة الكلاب العاطفية والحساسة للغاية! ولكن ، إذا لم يتم تدريبهم وتكوينهم اجتماعيًا منذ سن مبكرة ، فقد يصبحون خطيرًا وعدوانيًا! بالنظر إلى الطول والوزن الهائل لجسمهم ، يمكن أن يتسببوا في وفيات! 9 - كلب البوكسر: هم كلاب صيد وقد تم استخدامها كلاب هجوم وحراسة منذ أن تم تربيتها! لديهم فك قوي وعضة - وهو مثالي للحماية! ولكن ، إذا لم يتم تدريبهم بشكل صحيح ، فيمكنهم أن يتحولوا إلى مهاجمين عدوانيين للغاية! شيء آخر يجب مراعاته أثناء تدريب ...

أشهر 10 جسور في العالم

تعتبر الجسور من أهم مظاهر الحداثة و التقدم  ، و لا يقتصر دورها على تقليل وقت السفر و ربط المدن و الطرقات ببعضها البعض ، بل أصبحت اليوم من أهم المعالم السياحية و أكثرها جذب للسياح. أشهر 10 جسور في العالم : 1- جسر البوابة الذهبية: تم تشييد هذا الجسر في ولاية سان فرانسيسكو الأمريكية بين عامي (1933-1937) ، و يربط ولايتي سان فرانسيسكو و كاليفورنيا الأمريكيتين. يتميز الجسر بلونه البرتقالي و اضائته الخلابة عند المساء ، كما يبلغ طوله 4200 قدم. 2- جسر البرج : تم بنائه بين عامي (1886-1896) و الذي صممه المهندس جون وولفي بادي. يقع الجسر على نهر التايمز و يربط بين ضفتيه. يتألف البرج من قسم علوي و قسم سفلي و الأخير قادر على الحركة للسماح للسفن الكبيرة بالمرور. يبلغ طول الجسر 244 متر و يصل ارتفاعه الى 65 متر ، و قد سمي بهذا الاسم بسبب اطلالته على برج لندن. 3- جسر ميناء سيدني: استغرق بنائه 8 سنوات (1924-1932) بتكلفة تصل الى 4.2 مليون جنيه استرليني ، و يتضمن ثمانية مسارات و خطان للسكة الحديدية، واحد في كل اتجاه الى ممرات الدراجات و المشاة.  تم  بناء هذا الجسر لربط الشاطئ الشمالي للمدينة ب...

أكبر 10 احتياطات نفطية في العالم

  أكبر 10 احتياطات نفطية في العالم: 1-  فنزويلا : تحتل فنزويلا المرتبة الأولى عالميا بحوالي 303.6 مليار برميل، و تمثل 19.6% من احتياطيات العالم . 2- السعودية:  حلت السعودية كثاني أكبر دول العالم من حيث احتياطيات النفط المثبتة بـ267.1 مليار برميل، بحصة 17.2% من الاحتياطي العالمي النفطي .  3- ايران:  جاءت إيران خلف فنزويلا والسعودية، باحتياطي نفطي مثبت يبلغ 208.6 مليار برميل، ويشكل 13.5% من الاحتياطي العالمي . 4- العراق:حلت العراق في المرتبة الرابعة  بحوالي 145 مليار برميل، مما يشكل 9.4% من الاحتياطي العالمي . 5- الامارات:تحتل المرتبة  الخامسة عالميا باحتياطي نفط مثبت يبلغ 107 مليارات برميل، يشكل 6.9% من الاحتياطي العالمي . 6- الكويت: الكويت في المرتبة السادسة بما يقارب  101.5 مليار برميل، يعادل 6.6% من مجمل الاحتياطي العالمي . 7- روسيا:  حجزت روسيا المرتبة السابعة باحتياطي نفط مثبت يبلغ 80 مليار برميل، يشكل 5.2% من الاحتياطي العالمي . 8- ليبيا: فيما تربعت  ليبيا على المركز الثامن بحوالي 48.4 مليار برميل، يمثل 3.1% من مجمل الاحتياطي العالم...